

ISBN: 9789973332752
في نهاية عام (١٩٢٩ م/ ١٣٤٨ ه) انتهى الشاب التونسي الطاهر الحداد من خط الفقرات الأخيرة من هذا الكتاب، الذي ربما لم يدرك هو نفسه ما سيثيره من جدل عندما ينتشر بين الناس؛ داعيًا فيه إلى تحرير المرأة من أصفاد التقاليد البالية التي سجنتها قرونًا طويلة، بين مطرقة الجمود في فهم النصوص وسندان المجتمع، و من سيطرة القراءات الخاطئة لنصوص الشريعة وأحكام الدين.وقد نبه فيه إلى أن تيار التطور الحديث سيفرض نفسه، فمن الأفضل معالجة ملف المرأة في مجتمعاتنا، بدل الإعراض أو التغافل الذي لا يزيد الأمور إلا تفاقمًا.وفي هذا الكتاب رؤية في قراءة النص الديني تختلف عما كان سائدًا، سعى الحداد من خلالها إلى تأسيس خطاب إصلاحي، قوامه الفصل بين الثابت و المتحول، أو بين جوهر الاسلام (روح الشريعة) و بين ما هو عرضي يمكن أن يطاله قانون التدرج الذي لا يقف عند جيل أو قرن.
ولد بتونس سنة 1899م. درس بالزّيتونة وتحصّل على شهادة التّطويع. أطرد سنة 1919م من امتحان شهادة الحقوق لآرائه ومواقفه التي كان يعتبرها المحافظون مناقضة للإسلام ، انضمّ إلى الحزب الدّستوري التّونسي فور تأسيسه سنة 1920م وساهم مع محمّد علي الحامّي(1894م-1928م) في بعث أوّل حركة عمّاليّة تونسيّة مستقلّة عن النّقابات الفرنسيّة. أصدر كتاب “العمّال التّونسيّون وظهور الحركة النّقابيّة” سنة 1927م وأصدر سنة 1930م كتــاب “امرأتنا في الشّريعة والمجتمع” فاضطهده شيوخ الزّيتونة والمحافظون والمغرضون، فاعتزل إلى أن توفّي في 07 ديسمبر 1935م. كماصدر له سنة1975م – عن الدّار العربيّة للكتاب – كتاب بعنوان ” خواطر” .
لقد اقتضى حكم التاريخ ان تكون في تونس اليوم الأمازيغية البربرية والمتوسطية والإفريقية المستودع الثانوي لهويتنا والعالم الإسلامي مستودعها الرئيسي والأمة العربية مستودعها الحاسم , وإن كان من ...
تمثل دراسة الهادي التيمومي : تونس (1956 ـ 1987) في هذا المجال أول دراسة شاملة لتونس البورقيبية، إذ لم تقتصر على دراسة الجانب السياسيّ وإنما تجاوزته إلى الجانبين الاقتصادي والثقافي.