ساد صمت ثقيل في معبد الغريبة بعد أن أنهى الحاخام دعاءه وانطبقت الجفون على العيون وانسدلت الأيدي على الركب رفع الحاخام رأسه وقال : كنت أغطّ في نوم عميق وكان الطقس حارّا رطبا فرأيت جدّي خارجا من سور المقبرة حاملا بيده اليسرى كتابا وباليمنى مشعلا مددت له يدي فأبى أن يمدّ يده. كانت عيناه محمرّتين كالجمر لابسا رداء أبيض كالكفن هممت بالكلام فأومألي بالسكوت ثم قال لي : لقد خنت الأمانة ولم تحفظ الكرامة، وبعت الرّفات بالفتات وسكينة القبور بصخب القصور. وبعد أن كان يخاطبني فردًا أسرع الخُطى وطفق يخاطبني كمن يُخاطب جمعًا وصاح : ستلاحقكم لعنة الموتى