يمثل تاريخ قرية طبرقة خلال الفترة الاستعمارية تاريخ التجديد الحضري، فهو ليس تاريخ مواجهة أو تأثر وتأثير بين بنيتين حضريتين قديمة وجديدة، بل هو تاريخ بنية حضرية أوروبية خالصة التصميم والمعمار، حيث طور المصممون الفرنسيون نماذج حضرية ومعمارية عصرية متنوعة، تجارية وإدارية وسكنية.
وقد اتبع التخطيط الحضري في طبرقة توجها نحو معالجة المشكلات الآنية التي تواجه زيادة تسيير حياة مئات السكان وإنشاء البنية التحتية والتوسع في البناء والعمران، ثم أخذ في إتباع أسلوب التخطيط الشامل والاستثمار في المرافق العامة مثل السكن والمواصلات والماء والكهرباء والحدائق والمدارس.
إن الأمر الثابت هو أن المثال التعميري في طبرقة كان نموذجا معماريا أنتجه الفرنسيون للفرنسيين وللأوروبيين أساسا، كمثيله في عديد المناطق الطرفية التونسية والتي تم إشراكها في مسار هيكلة حضرية شاملة وجديدة، ففرضت القرية الاستعمارية منطقها، وطبعت عقلانيتها.