منهجيا يجب أن نحذر من معالجة تاريخ المرأة في العالم العربي الإسلامي من زاوية نظر التاريخ الغربي، فالظرفيات والتمثلات و الممارسات والبنى مختلفة ، فتاريخ المرأة تواريخ ، ومن هنا يبرز لنا أهمية الدراسات التاريخية المرتكزة على مدونات أرشيفية أصلية . حيث لا تعد الثقافة منفصلة عن حالات الانقسام والتشطي والتمييز الاجتماعية على أساس الطبقة والجندر ، النوع الاجتماعي ، والجنسانية والاثنية والمكان في دورة الحياة ، وبالتالي عن ترتيبات السلطة . والممارسات الذكورية والتحيز للذكر ضد الأنثى لم يكن حكرا على البلاد التونسية أو العالم العربي الإسلامي ، فقد كانت ممارسة متداولة في مناطق أخرى من العالم ، ويشتد التحيز ضد امرأة في فترة الأزمات .وقد اعتمدت عدة أساليب لشرعنة ظلم المرأة وتقنينه ، مثل اتخاذ الأعذار الطبية وهذه الممارسات لم تكن حكرا على البلاد التونسية خلال القرن 19 هذا النموذج التفسيري الذي قدمناه الآن نبتغي أن نبرز من خلاله أن العنف لا يقتصر على العنف المادي ، بل أن العنف المسلط ضد المرأة منبث شبكيا في كامل أطراف المجتمع بداية من المنزل مرورا بالشارع ومكوناته وصولا إلى الدولة بوصفها مؤسسة تحتكر سن القوانين و التشريع . ولكن هذا لا ينفي أن للمرأة آلياتها الخاصة للمقاومة والمناورة سواء على مستوى الحيز العام أو الحيز الخاص العائلي .