يوميّات أبي القاسم الشّابّي هي ظاهرة أدبيّة متميزة لأديب كان يحلّق بجناح واحد فقط لأنّه لم يتقن سوى اللّغة العربيّة. وكتابة الشابي لهذه اليوميّات في مفتتح شهر جانفي من سنة 1930 هي بمثابة التمرين اليومي الذي رام أن يثمّن به الأحداث التي عاشها في يومه ذاك. فهو حين يجلس الى مكتبه ليلا، يستعيد بعض التفاصيل الهاربة من الزّمن، فيخطّها على الورق وهو يعاني إحساس النبيّ المجهول بالوحدة والغربة. فيفرّ الى الكتابة في سريّة مطلقة بعيدا عن أعين المتطفّلين، وأداة يهزم بها المرض و العناء و الجهل و الموت.