سنة 1917, صرح اللورد بلفور بأن القوى العظمى ملتزمة بالصهيونية, << و الصهيونية سواء كانت محقة أو مخطئة , جيدة أو سيئة, فهي متأصلة في تقاليد قديمة راسخة , و حاجيات معاصرة , و آمال مستقبلية لها أهمية أكثر بعدا و عمقا من تطلعات و تحيزات 000 700 عربي يعيشون الآن في تلك الأرض >> . سنة 2017, بعد ذلك بمئة عام , اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل قائلا: << رفعنا القدس عن طاولة المفاوضات , ولا يجب الحديث عنها بعد الآن. >> و على الرغم من وحشية الحروب التي واجهها الفلسطينيون , و ما زالوا يواجهونها , فإن هذا الكتاب ليس <<تصورا باكيا>> لمئة سنة من تاريخ فلسطين, ففلسطين قاومت و مازالت تقاوم . و علينا اليوم أن ننزل الصراع في إطاره الاستعماري الدولي و أن نفعل عمقه الشخصي . يرى رشيد الخالدي أنه لا بد من إعادة تقييم دور الدول المتحالفة و المحتشدة ضد الفلسطينيين , فهذا الصراع ليس مجرد صراع مأساوي بين شعبين يطالبان بنفس الأرض بل هو صراع شعب ضد قوى كبرى لا تعترف بحقوقه. يوظف رشيد الخالدي ذاكرته العائلية و الشخصية لبناء سردية فلسطينية جديدة , فالتاريخ هو أيضا تاريخ فرد يتفاعل مع الذات و الزمن و المجموعة. و هو يطرح بذلك أول سرد مكتمل للصراع من منظور فلسطيني واضح و ملتزم و صريح .