اِشتغلت هويدا على فترة صعبة جدا حتى من زاوية نظر المؤرّخين، وهي ربيع 1943، وفي منطقة لم يضمن أي من القوى المتصارعة السيطرة الكاملة عليها، حيث قصفتها جميع الجيوش ومارست فيها الكرّ والفرّ. صحيح أنّ سوسة هي التي نالها النصيب الأوفر من القصف، ولكنّ القرى المحيطة بها لم تسلم من عدوانيّة الجيوش المتصارعة.
لا تقول هويدا في هذا النص كل ما تعرفه من معطيات تاريخيّة، ولكن قارئ النصّ المتحفّز لاِكتشاف الأخطاء سرعان ما يصيبه الإعياء حينئذ يبدأ في تذوّق النص، ويسلّم قياده لهويدا ليجتاز معها كل هضاب المنطقة، مابين البحر والزياتين، ويغوص معها في النفس البشريّة، وكيف يتحوّل الإنسان من آلة للقتل والتدمير إلى متذوّق للجمال ومكتشف للحب ومقدر للصداقة…