إن الحرية و الاختلاف و الابداع ( ما دعا إليه الشابي و ما نهفو نحن اليوم إلى تحقيقه ) ستل ، هي الأخرى ، مجرد شعارات آسرة ، شعارات راجمة ، ما لم نشرع في مسائلة القديم العربي الذي نعتقد ، واهمين ، أنه قابل للهدم و التخطي
عدّ الشاعر أبو القاسم الشّابيّ من أبرز روّاد الأدب العربيّ، والأدب التّونسيّ على وجه التحديد، يتميّز شعره في تلمُّسه للأثر الأندلُسيّ، بالإضافة إلى اتّباعه نهجاً قديماً في الشِّعر، وهو إيراد الجُمل المُتوازية، فكان سبباً في إعادة إحياء هذا النّمظ في التُّراث العربيّ،[١] كذلك تمتّع الشّابيّ بالموهبة التي انعكست في شِعره المليء بالمشاعر والخيال المُصاحب للصّور الفنيّة الغنيّة، والفريدة من نوعها، ويجب التّنويه إلى أنّه نقل الجانب الإنسانيّ الذي يحمله، وحبّه للحياة وعشقه لوطنه الكبير من خِلال أدبه، فما كان شِعره إلّا وسيلةً ينقل بها أحزان بلاده ومُشكلاته، كما لم يخلُ شِعره من الجانب المُشرق الذي يدفع لحبّ الحياة والإنسان.
Guillaume Peureux est maître de conférences à l'université de Rennes 2 et enseigne à l'université de Toronto. Il est spécialiste de littérature française du XVIIe siècle et des formes poétiques. Parmi ses publications : La Poétique de Saint-Amant (Champion, 2002) et l'édition de La Mariane de Tristan l'Hermite (GF, 2003).