التألّم أو المعاناة الاجتماعية مفاهيم دالة و مفيدة في أيّامنا الرّاهنة نظرا لارتباطها الوثيق بالواقع المتسم بحالة اللّاتكافؤ مثل الفقر و الظلم و البطالة و الاستغلال و الاقصاء و التهميش. أي كل الذين يعيشون وضعيّة هشّة يحدوها الغموض والضبابية. فليس المجتمع في هذه الوضعيّة هو الذي يتألّم و يعاني بل الأفراد. لكن الأهم و عبر مفهوم المعاناة الاجتماعية أن نهتم بالجذور الاجتماعية للمعاناة الفردية و الجماعية خصوصا ذاك العنف الخفي و الصامت العنف الجنسي هذه الثقافة التي تتبنى على معنى الفصل بين الشخصي و الجسدي بين اللذّة و الرّغبة بين الانتظار و التمنّي. و حتّى يستعيد الفرد دوره التاريخي عبر الثورات الديمقراطيّة التي أسّست مفهوم المواطنة و حررت الطبقات الشغيلة و البلدان المستعمرة لابدّ أن تنطلق من تحرّر جسد المرأة المستعبدة.