لم أقدر على التفوّه بأيّ حرف، كلّ كلمة كانت كالسوط تجلدني وتشعرني بفداحة الخطأ الذي ارتكبته، أشعرتني بأنّي أجرمت في حقّي وفي حقّ بابا، بانت كلّ الحقيقة في كلامه، عرّتني وفضحتني وجعلتني أدرك حجم تفاهتي وغبائي، وشعرت بغصّة كبيرة في حلقي وأنا أجيب : لم أكن أرى الأمور بهذه الصورة، أنا ولدت وتربّيت هنا واعتبرت أنّ من حقّي عيش حياتي كما أريد أنا ككلّ أندادي، أن أقرّر مصيري، أن أختار أنا ما أريده وكنت أصطدم بآراء بابا، كنت أراها كالقيد الغليظ تكبّلني، رأيت فيها تشدّدا وتخلّفا ومن هنا بدأت خلافاتنا