لأول مرة أطرح سؤالا لم يطرح من قبل بوضوح، وهو أيهما أسبق إلى ابتكار علم الاجتماع ومنهج البحث التاريخي: ابن خلدون أو البيروني؟ لقد نحوت إلى التفكير فيما هو غير مفكر فيه، متشوقا إلى حل المستغلق ومتطلعا إلى كشف ما هو كامن بغية الاهتداء إلى جلية الأمر ، ولا يكون ذلك إلا بإعادة النظر في كثير من الأقيسة المألوفة والأحكام السائدة، فإن التخلص من أسر المألوف والسائد هو الذي يمنح القدرة على اكتناه ما لم يكتنه، وعلى الظفر بما هو ممنع.