"مات الشاعر الخالد أبو القاسم الشابي ذات يوم (09 اكتوبر 1934) وبكاه النخل والجدول والجبل... بكاه الصخر والبحر والعصفور "البوحبيبي" الذي يقطن بلاد الجريد فلا يحيد عنها ويسكن مزراب غرفته القبلية في باحة الحوش في حيّ الشابية...
مات أبو القاسم الشابي وظل قوله ونشيده ينساب مع نسمات الهواء ويترقرق مع قطرات الماء ويوشوش الوجود مع زخات المطر ويراقصه مع نور الشّمس وضوء الأمل والفرح والرّجاء... ودفن جسده الطّاهر...هنا...في توزر...في روضة هادئة ساحرة حيث يتوسّد قبره نهرا رقراقا وتلتف حوله تحرسه وتؤنسه سلسلة من نخيل يرقص جريدها للحبّ والوفاء وجزيل العطاء."