ولد يوسف سامح فايز في 17 أبريل 2014، وتوفي في 10 يونيو 2014. وما بين هذين التاريخين قضى يوسف 54 يومًا بين الحضانات وغرف العمليات. وقضاها سامح فايز بين أروقة وأقسام المستشفيات، ودوامات الأطباء متعارضي الآراء، والمغامرات القاسية للعثور على الأدوية غير المتوفرة إلا في السوق السوداء. بعد وفاة يوسف بعام خرج سامح فايز من منزله للبحث عن شيء يجهله. قضى خمسة عشر يومًا متجولًا في قرى ونجوع الصعيد، يزور مستشفيات ووحدات صحية وأطباء وصيدليات، ويقابل الناس ويسمع قصصهم مع المرض. لم يحمل معه سوى جهاز الكمبيوتر، يسجل عليه رحلته ويشهد على صراع الموت والحياة في بر مصر. كل ما حدث سطره بين دفتي هذا الكتاب: بعضه كُتب أيام مرض يوسف، ونقله لنا كما كتبه، يومًا بيوم، والبعض الآخر كُتب خلال رحلته وهو يحاول مداواة ذلك الوجع الذي لزمه منذ ولادة يوسف وبعد رحيله. كتاب آسر وصادق... قراءته شيقة ومؤلمة وكاشفة في آن.