تطرّقت هذه المروية إلى العديد من الإشكاليات التي مثّلت شاغل المجتمع القبلي في إطار سينوغرافي شيق غابت داخله التقسيمات إلى فصول أو أجزاء أو مشاهد، وسيطر عليه الانطباع الحسّي والنقل العفوي. مؤلف هذا التصنيف شخصية بدوية مغمورة لا تنتسب إلى شريحة علماء المدن، استقرت بالصحراء. ما لدينا من معلومات عن حياتها استقيناه من الاستطرادات التي أتاحها عرض المروية. والطريف أنّ ما نقله لنا "العدواني"، اعتبارا لتواضع زاده المعرفي واللّغوي خاصة، يكشف عن الصورة التي انطبعت لدى عامة أهالي الصحراء عن السلطة التركية الحاكمة، فضلا عن تمثلات هذه المجموعات القبلية لواقعها المعيش. ورغم سيطرة المواعظ والأساطير والكرامات على هذه المروية، فإنّ حضور السرد التاريخي، أمر لا يمكن أن يتجاهله مؤرخ الفترة الحديثة خاصة وهو يدرك خواء المادة المصدرية فيم يتعلّق بهذه الحقبة من تاريخ المغارب عموما وتاريخ المجال الصحراوي فيما يعنينا.