يقول الناقد البشير الجلجلي في مقدّمة كتابه: انشددنا في كتاب « العجائبي في أعمال ابراهيم الكوني الروائية » (بحث في سردية التعجيب في الرواية العربية) إلى خطو العجائبي في الرواية العربية الحديثة وطريقته الفنية في تطويرها كمبحث متّصل بالتجريب وهي إشكالية اهتممنا بها في سياق التمحيص في مدى إعلان الرواية العربية جدّتها من خلال العجائبي الذي رأيناه عنصرا بؤرويا تكوينيا أساسيا هيمن على مجمل المدونة، وهذا الشاغل العام للكتاب يتطابق إلى حدّ كبير مع سياق النظر في تطور الرواية العربية الحديثة التي مرت بعديد المراحل وجرّبت إمكانات مختلفة لتطوير سرودها متخذة الوجهة التجريبية التي انبنت عليها بعض متون الأعمال الروائية العربية وقد تحوّطها العجائبي وصولا الى الرواية الليبية التي اتخذناها انموذجا. وهي وجهة مبررة من عديد الزوايا، ووفق هذا التمشي اشتغل الناقد بكثير من الجدية حول عنصر التخييل والذي طوقه من الجهات الستّ، أين تمكّن من استجلاء معانيه ومرادفاته وتقصى مداه التأثيري في الأعمال السردية العربية قبل أن يتناوله من حيث مزاياه وجرأة تجريبه في المدونة السردية عند إبراهيم الكوني ثمّ مقاربته بعد ذلك بمدى مردوديته في مستوى الإضافة الكلية في أجندة الرواية العربية الحديثة مبينا زوايا الجدّة والتجريب الدارك وذلك وفق طرائق مخصوصة.. وقد تمكّن من لقط العديد من الشواهد في هذا المشغل الفني الذي تقصده في بداية وأثناء فعله النقدي.