هذا الكتاب تناول من خلاله الدكتور إدريس رائسي السيرة الذاتية للشيخ الزيتوني أحمد الرحموني ونشاطه الجمعياتي والثقافي والسياسي باعتباره من المعارضين الأوائل وأحد القلائل الذين عبّروا صراحة عن مواقف معارضة للنظام البورقيبي. فالشيخ الزيتوني أحمد الرحموني مؤسس الفرع الزيتوني بتالة أو"الرَّجُلُ المُعَمَّمُ" كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، آمن مبكرا بقيمة العلم ودوره في تقدم المجتمعات حيث عمل على تأسيس عدد من المدارس القرآنية وإنشاء عدد من الفروع لجمعية الشبان المسلمين، في جهة الوسط الغربي، ساهم مبكرا في نشر العلم في ربوع تالة وأحوازها رغم كثرة المصاعب، ويبدو أن نجاحه في ذلك خلق له عديد العداوات، في مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد، غلبت عليها الانتهازية ومنطق التخوين.