ما أن تُلفَظ الكلمة حتّى تصبح كلاما، صوتا، أو حتّى لغة. بمجرّد أن تقال، تتطوّر الكلمة، تتحوّل، تتكيّف، تغيّر وتنتشر. ببساطة، تصبح الكلمة فيروسا اتّصاليّا، فيروسا يحتاج أذنا صاغية ليتفشّى. ولكن ما أن تكتب الكلمة حتّى تصبح كلّ شيء وأيّ شيء: إعلان حقوق الإنسان، دون كيشوت، وصفة "مبسّطة" لأكلة تارتيفليت، رسالة حبّ، ميثاق الحرّيات العظيم أو تقريرا بوليسيّا...شيء واحد مؤكّد هو أنّ الكلمة بمجرّد أن تُرسَم على الورقة ترسخ مثل علامة بيانيّة لانفعالنا. ما أن تُكتَب كلمتنا حتّى تخرج من الصّمت ومن وحدتها، وتصبح حينها تجربة جماعيّة، تسمّى أيضا قراءة.