تدورُ أحداث هذا "السّر الحارق" بين رجلٍ غاوٍ ومناور وأمّ مُتردِّدة وطفل لا يزال في ميعة براءته لكنّه يتميّز بنضج لافت. تتداخل مشاعرهم في البداية رائقةً مُتناغمة ثمّ تتصادم وتتأجّج حتى يُصبح من الصعب التحكُّم فيها.
ينزل بارون أعزب فندقاً بجبال الألب النمساوية فيختار فريسةً له امرأةً مرموقة مصحوبة بابنها ذي الثانية عشرة من العمر. وكي يصل بمهارة وسرعة إلى هدفه، فيتقرب من السيدة الجميلة، يلجأ إلى ربط علاقة انتهازية بالطفل. بيد أنّ الغاوي، وبعد اجتياز مرحلة التقرُّب من الأم، سعى إلى إبعاد ابنها الذي سُرعان ما غدا عائقاً أمامه، ما سيجعل الطفل، وقد أحسّ أنّ "صديقه" الجديد قد خدعه، يلجأ إلى كلّ الوسائل لعرقلة محاولات التقارب بين الرجل والمرأة.
التوتّر والتشويق والإيقاع السّريع والفصول القصيرة تجعلُ من هذه الرواية لحظة قراءة بديعة، وتدُّل مرّة أخرى على الموهبة الفذّة التي يتمتّع بها زفايغ في سبر أعماق النفس البشرية. إنّها حِلية أُخرى يبتدعها صائغٌ مُتفوّق.