من بوابات «الحديقة المحرّمة» والملغزة تتدفق حكايات الذات والوطن في سنوات ما بعد الثورة في تونس. هي سيرة صحفيّ وأستاذ جامعي تُصقف مغامراتها كما تُصفَف الأشجار داخل الحديقة بمُختلف أشكالها وألوانها وروائحها. وليست الحديقة إلا عالا ضاجا بالمتناقضات، عالقا في أسئلة القلق والانكسار. وليست الأشجار إلا صورة رمزيّة لذاتِ تبحث عن منبتِ لكيانها في بلدِ تجتاحه العواصف المتقلبة. فعبد النبي يوسف» بطل هذه الرواية وشجرتها الضائعة، لا يُصفّف حديقته المحرّمة إلا لينشغل بالتحولات التي عرفتها البلاد بعد الثورة، ولاسيما في قطاع الإعلام الذي بات أكثر هشاشة، يتناسل فيه الجواسيس والمخبرون، مثلما تتناسل غرف الفساد ودوائر التحريم ... يمضي معرّ زيود في توصيف رحلة الجسد والروح، منفلتا إلى كل الأمكنة المتاحة، وكأنّ السّكون والضيق زنازين موصدة للرّوح المغتربة والجسد المهتاج. فلا تستعرض الرّحلة فتوحات العشق واللذة بقدر ما توغل بضوئها الكشاف في امتصاص إحساس ثخين بالضياع، ضياع النفس وضياع الوطن الذي تأكله أفواه أبنائه، كما يأكله سوس الفساد وسطوة المتطرّفين.
"Un rideau magique, tissé de légendes, était suspendu devant le monde. Cervantes envoya don Quichotte en voyage et déchira le rideau. Le monde s'ouvrit devant le chevalier errant dans toute la nudité comique de sa prose...... c'est en déchirant le rideau de la préinterprétation que Cervantes a mis en route cet art nouveau ; son geste destructeur se reflète et se prolonge dans chaque roman digne de ce nom ; c'est le signe d'identité de l'art du roman."