لا نكاد نسمع عن عاملات الأرياف إلا عند تعرضهن لحوادث مريعة, تهز البلاد برهة من الزمن , ثم تقعدها , و يطوي ماسيهن النسيان . مهمشات في وسط ريفي مهمش , ربات بيوت أميات , و بنات انقطعن عن الدراسة لتأمين القوت , لا يعانين شظف العيش و قسوة الطبيعة فحسب , و إنما أيضا تسلط " إقطاعيين" و سماسرة يستنزفون طاقاتهن , و يساومونهن في عفتهن , فتصمد للإغراء من استطاعات إلى الصمود سبيلا ,و تهوي غيرهن, طمعا أو خوفا من غد غير رحيم . بعين عارف بتلك الأوساط و عادات أهلها , يطلعنا الكاتب , بأدوات الفن , على سيرورة فئات اجتماعية معوزة , نسوية بالأساس , تدفعها الحاجة الى تحدي الموت المتربص ب " الكميونة" عند كل منعطف . الروائي أبو بكر العيادي .