تفاصيل جميلة

تنهض مجموعة "تفاصيل "جميلة" للقاص معز نعيجة على تمجيد العادي الهامشي، واستكشاف البديهي من التفاصيل، في إطار من التحويل المتقن للبداهات السيميولوجية إلى أشكال تعبيرية وتركيبات استعارية تلاعب النثر والشعر معا، دون أن تضرب مع ذلك، جوهر القص بما هو دهشة فاتنة تخاتل القارئ وتخدعه، أولا وقبل كل شيء.  في هذا المتن القصصي الأسر ، يبرع معز نعيجة في بسط غلالات تخييلية مدهشة على شخصياته وتفاصيلها، وينجح في إظهار سقوطها المتكرر في أحبولة النقص البشري، ومحاولاتها المستمرة في التمرد على القوالب المستقرة وعوالمها الضيقة المسكونة بالتكرار، وهو في ذلك يقترض كل ما يقع تحت يديه من تقنيات تلعب في مناطق الحقول المعرفية جميعها تقريبا. إن معز نعيجة لا يقدم لنا أبطالا خارقين أو كائنات ميثولوجية أو آلهة خوارقية لتأثيث أقاصيصه وإنما تفاصيل وتفاصيل فقط، وهنا فحسب تتبدى قدرات الكاتب الالتقاطية المدهشة، إذ يلتقط كل ما هو ملقى على أرضية الحكي من تفاصيل هامشية، يمر عليها المرء مرور الكرام ويحولها إلى فتنة قصصية ترجم عقل القارئ وتفتح عينيه على ذلك المخفي المضمن في البديهي.