- Neuf


حين ينبثق الفرح من قلب الجرح، يكون الشتاء حتما نابضا بالحياة زاخرا بالمعاني. إنه، في الرواية محمد رويس، شتاء محبوك ينبت فيه المعنى من أديم المفارقات والتعارض. تعارض يضع الذات أمام المعنى ونقيضه ليختبر صبرها واحتمالها وقدرتها على الفهم. إنها لعبة المؤلف الذي يتقن التنقل بين ذوات عدة، ذات البطل حينا وذات القارئ حينا آخر، ليصنع رسالة قوية مثقلة بكدر اللحظة ومشبعة في الآن نفسه بالأمل في الحياة.
لقد لجأ المؤلف إلى حيل سردية شتى ألبسته قناع الآخر، يتخفى فيه مرة ويكشف عن وجهه مرة أخرى، يحتضن القارئ في عوالمه الداخلية، ثم يطرحه على قارعة واقع ممكن، ليرفع الحواجز بينه وبين شخصيات عديدة تجيد التعبير عن صميم الحياة بجروحها، وخيبتها وعقدها واعتلالها. شخصيات متنقلة بين أزمنة وفضاءات شتى، كتومة مرة صاخبة مرارا أخرى.