يقول صلاح عيسى في دراسته المهمة عن عبد الرحمن الجبرتي والطبقة المصرية المتعلمة في عصر القومية: «بدرجة ما، فإن مشكلة الوعي بتراثنا العربي، تكاد تكون نموذجًا لمشكلة وعينا بالحاضر، واستيعابنا إياه، وبالتالي صحة تفاعلنا معه. فنحن نادرًا ما ننظر إلى الماضي نظرة ترى شمول ظواهره الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وبينما يُغرق البعض أنفسهم في حفظ النصوص وترديدها بآلية ميكانيكية تحيلها إلى مقولات فوق الزمان والمكان، فإن آخرين يتعاملون مع هذه النصوص متخلين تمامًا عن منهج تقديسها، لكنهم في الوقت نفسه أعجز من أن يعيدوا فهمها كجزء من ظاهرة كلية شاملة، تفسرها وتفسر بها».