اللغة هي وعاء التراث الديني والحضاري، فإذا تخلّى الناس عن لغتهم، أو ابتعدوا عنها بوسيلة من الوسائل، أو لسبب من الأسباب؛ زال جانب من هُويتهم، وضاع تراثهم الذي هو حصيلة جهود الأمة فيما مضى من التاريخ ودَرْس النحوِ أصبح من أثقل الدروس العلمية! فهو يمثّل حجر عثرة بدايةً من تعليمه في المدارس، إلى أن يترقى الطالب في حياته العلمية. وهذا يعود إلى أسباب عديدة لا داعيَ لنقاشها هنا، لكنها كلها تتلخّص في أسلوب تقديم النحو وشرحه. وهذا ما دعاني لأكتب هذا الكتاب؛ فإنني أعقدُ به صُلحًا بين كلِّ من لديه خصومة مع النحو، وأحاول أن أُعيد التعرُّف إليه بطرائق ميسَّرة