...كنت من الفتيات القليلات الاتي دخلن المدرسة وتجاوزن الابتدائي والإعدادي. وهذا ما أهلني لأكون محل أسرر العديد من النساء والفتيات. أقرأ لعجوز رسالة من ابنها يعلمها أنه في سجون إيطاليا وأن الحاجة دفعته إلى السرقة أو الانخراط مع شبكات التجارة الممنوعة، وأنه رغم ذلك بخير ولا يسأل إلا عن أمه وأبيه وأخته وأن "الحي يروح" أو أقرأ لهذه رسالة من حبيبها الذي تخطط للهرب معه، بعد أن رفضه أهلها لفقره أو لعيب فيه، مثلما جرى مع نجاة التي صحا أهلها فلم يجدوا إلا أشياء مكومة على سريرها بالطول مغطاة بفراشية من الصوف .