لعل من بين مزايا الفلسفة أنها سمحت لنا بادراك قيمة الجماليات و طبيعة العلاقة التي تجمعها بها, و كشفت لنا خصوصية التجربة الفنية مقارنة بسائر التجاريب الإنسانية الأخرى . بيد أن الفن عموما و الرسم على وجه الخصوص كثيرا ما أخصب تجربة التفكير الفلسفي و فتح للفيلسوف افاقا لما أشكل عليه . و مثلما أن الفلسفة استثمرت مفهوميا و منهجيا في انفتاحها على ميادين المعرفة العلمية, فانها اغتنت كذلك مفهوميا و دلاليا و اشكاليا باتصالها بالتجارب الفنية على اختلاف توجهاتها و مدارسها. و لعل العلاقة التي جمعت مرلوبونتي بسيزان تشرع لنا النظر في شروط قراءة التجربة الفنية قراءة فلسفية بعامة و في مقومات مقاربة تجربة الرسم مقاربة فينومينولوجية بخاصة .