لم أقرأ لأحد من الأوائل في الماليخوليا كتابا مرضيا ولا كلاما شافيا في هذا المرض إلا لرجل من المتقدمين يقال له روفس الإفسيسي... خص بصناعته صنفا واحدا من هذا المرض، وألغى ذكر صنوفه الباقية... فلما كان الأمر في هذا الداء على هذا السبيل من غفلة الأوائل عن ذكره والبحث عنه وعن أسبابه، وخاصة جالينوس، فإنه لم يذكره في كتاب مفرد، وإنما كان ذكره له ذكرا منثورا. رأينا أن نضع هذا الكتاب فيه و في أصنافه وطريق علاجه، ونسلك في ذلك من الكلام ما كان محضا فيلسوفيا جزل امعاني، وندع الهذر والإكثار...