لم أفكر في كتابة مقدمة لهذه المحاولة التي أردت بها تدوين ما عرفته خلال عملي في خطط رسمية محلية و جهوية أو وطنية أتيحت لي أولا لأتحمل مهمة معتمد ولاية قبل أن أعين واليا على ثلاث ولايات في الزمن البورقيبي و كانت في فترة دقيقة بعد التغيير الحاصل في السياسة الاقتصادية التي كنا نسميها وقتها بسياسة التعاضد و ما نتج عنها من ردود أفعال سلبية أفشلتها , و كنت لتلك التجربة من المشاركين و على التحولات من الشاهدين . تعرضت السلطة المحلية و الجهوية و حتى الوطنية إلى زعزعة في أركانها و لو لا ما بقي من هيبة لبورقيبة ما كنا نجتاز الصعوبات, و ساعدتنا الطبيعة و الخطة الاقتصادية التحررية التي تزعمها المرحوم الهادي نويرة وقتها و أمكن لنا الخروج منها سالمين .