أينما حلت إيميلي ستار، رنت بناظريها إلى السماء بحثا عن غيمة عابرة، عن شمس ضاحكة، عن نجمة تلوح لها ببريق الأمل، عن قمر جديد يذكرها بنشوة البدايات وتجدد طعم الحياة. ترعرعت الفتاة في حضن والدها الحنون، ثم شاءت الأقدار أن تأخذها إلى مزرعة القمر الجديد حيث ستبدأ حياة جديدة وسط عائلة موراي. هنالك ستُرافق إيميلي في اكتشافات الطفولة الأولى، اكتشافات خدشت براءتها وأفقدت عالمها شيئا من ألوانه؛ فأبت إيميلي إلا أن تستردها بالكتابة، وما لها من سلاح غيرها لجبر خاطرها ومقاومة وطأة وحدتها. فالكتابة ملاذها، وحبل نجاتها، وشريان حياتها. كيف لها، لولا الكتابة، أن تتحدث عن مغامراتها الرائعة برفقة أصدقائها الذين أعطوا لحياتها في «القمر الجديد» معنى ورونقا؟ وكيف لها، لولا أشعارها، أن تصف ما استوعبته عيناها من سحر الكون الفسيح؟ وكيف لها، لولا قلمها، أن تخاطب والديها، خارقة بذلك قواعد الزمان والمكان، والحياة والموت؟ تلك هي إيميلي، فتاة تخرق المألوف، وتجهر بآرائها، ولا تخنع أمام الظلم، ولا تعتذر عمّا تكون. يخاطب العالم إيميلي فتلبي النداء، وتطوعه بين يديها فيستحيل كلمات، كلمات تكتبها على كل ما تجده من أوراق، فتتراكم فيها القصص والقصائد وتُمهد سبيلها صوب مسيرة أدبية واعدة