لا يهتم هذا الكتاب بما إذا كانت تونس قد شهدت ثورة أم إنتفاضة و حسب, خاصة و هو ينقد فكرة الثورة النموذجية و النواميس الثورية . هو محاولة في فهم الكيفية التي عاش بها المجتمع و تعاطت بها النخب السياسية مع الحدث : كيف صنع مخيالا و أنتج أساطير و ظفت في إ دارة الصراعات و خوض الانتخابات و تركيز منظومة هيمنة جديدة تحت يافطة الإنتفال إلى الديموقراطية, و كيف استخدم أخيرا لهدم هذه المنظومة بالذات . عشر سنوات من مسار أو بالأحرى مسلسل إنتقالي إنحصر في ما هو حقوقي و سياسي, متناسيا البعد الاقتصادي و الإجنماعي أي تحقيق الكرامة بفضل التنمية, فكان لابد أن يدفع ثمن تجاهله .