رقصت عفاف ليلة الحفل الساهر على أنغام الموسيقى الشرقية دون تحفظ فأبدعت. غمرها في تلك الليلة فرح و حبور مفاجئان لم تعرف سر حلولهما دون مقدمات أو مبرر أو تفسير كمراهقة تكتشف براعم جسدها الزهري .تعودت نقر عيون الرجال على جسدها المفعم أنوثة. ارتاحت لمرور عينيه فرقصت له وحده. لم تكن عيناه وقحتان بل كانتا حريريتان حنونتان مداعبتان ينساب منهما اشتهاء ناعم كريش نعام . استسلمت راضية مرضية لعينيه . كانت تحس بعيون الاخرين كريهة وقحة متلصصة لزجة كمخاط. لم تهتم بشئ إلا بالرقص و بعينيه. كان جسدها خفيفا كنسمات ربيع قادم. قالت و جسدها يرتعش في رقصة على أنغام أغنية لأم كلثوم و عيناها تخترقان عينيه :" هذا الرجل لي " دون أن تعطي أهمية للموانع و المتاريس و الأعراف. لم يدركا أنهما يدخلان في علاقة مجنونة ستدوم سنوات عديدة لا تبدو لها نهاية رغم الموانع الاجتماعية و الهزات العنيفة التي تخللتهت بل ازدادت اشتعالا و عنفا بمرور الأيام و الشهور و السنوات فكانت جزءا أساسيا في حياة كل منهما.