من اللافت للنظر في هذه الرواية أن القارئ في الوقت الذي يهيئه السارد ليقتفي,خلف المحقق جون,أثر الجاني الذي قتل ستيفان , يجد نفسه يتعقب قصة جون نفسه,تلك القصة التي محتها الشظية,ورممتها الرسائل بعد العقود, و هو إذ يتعقب القصتين, في شغف, يجد السرد يفتح له كوى و مسالك جديدة منها يطل على حكاية أكبر, حكاية التجنيد القسري و جرائم العنصرية و الحنين إلى الأوطان.."رسائل الدانوب" لرفقة المناكري, رواية كتبت بأسلوب رائع, امتزجت فيها أنواع و صيغ كثيرة نحتت منها جميعها الكاتبة نصا آسرا بقدر ما حلق بنا بعيدا , زمنا و جغرافيا ( أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين), كان أيضا فسحة لصوت " العربي" الذي ألقي في أتون حرب لا مصلحة له فيها , و غيبته المنافي, و تجاهلته كتب التاريخ و طاردته و أبناءه العنصرية..... د.رضا الأبيض