

و في رواية أخرى , ولدت زعرة بين ضفاف الوادي, بين أهل لا يملكون من الأسلحة غير جبين و حفنة طين و غضب. في وطن يبحثون عنه فيه, و يبحثون عن رمق, بين أواني الطين التي صدأت من رذاذ المطر,عندما يصنف الماء النازل من السماء للغيث, كأنذل أنواع الموت فتكا, و هم يعلقون الجثث, على ضفاف الوادي. و لا يكفون فيه عن الانجاب , لفحولة في الرجال, لم يدمرها خليط الطين و الدم, يغمدون في لجج الظلام هزائمهم, الرجال,و القاتل يشرع كل صباح لموت جديد.يلوحون لأولادهم, بالمناديل , دون الوداع , الرجال , يقفون صفوفا, يفرق بينها الموت , رهبانا, بزي قديسين,الرجال , يطمسون الضعف,بين الأفخاذ المرفوعة ,ليلا, و تحت صرير الرغبة المكبوتة. حين يصبح الحب مذبحة. تولد زعرة , زنبقة من طين, و قلبها أخضر, تحترق كالهاجرة, وسط الضباب, و تبني صروح الأمل, بما جاد به الرب, و معلمة جاءت من أقاصي البلاد, نائبة, تعلمها من قصص التيه ما ترتضيه, لتبحث عن مصدر اخر للوطن . و ضيق بعيد يكون أكثر ضيقا من معمل البشر, الذي فتح للموت على مصراعيه.و عيناها, زعرة , بسحر كل العيون,حتى بدت عينين من دون وحه. بل كان وجهها المستدير باقة. زعرة, لم يكن موطنها حزمة من أغاني, بل كان هلاكا خرافيا, حتى الفجر الأخير.