تمبكتو السعيدة: عنوان قد يلوح غريبا للقارئ. و الحقّ هو كذلك و ليس كذلك. ف"تمبكتو" مدينة إسلامية شهيرة تقع في مالي؛ و قد كانت على صلة بمدن بلاد المغرب مثل فاس و القيروان و مرّاكش و طرابلس... عندما كانت هذه المدن سرّة العالم في العصر الوسيط. و قد اتّخذتها منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي "قناعا" و "رمزا" للقيروان، و تمثّلت ذلك في نصوص كثيرة، بعضها شعر في ديواني "مخطوط تمبكتو"، و بعضها نثر، في مجلّة الغرب حين كنت أسمُ مقالاتي ب"تمبكتو السّعيدة". و احتفضت بالعنوان نفسه، عندما تحوّلت هذه المجلّة، بعد انقطاع طويل، إلى صحيفة يوميّة هذه المقالات الجادّة السّاخرة، كُتبت في ظروف و ملابسات مختلفة، لكنّها ترجع كلّها إلى هذا "الشأن التونسي" الخاصّ، و تعالج بلغة اليوميّ و المعيش، أحوال تونس ما قبل "ثورة 17/14" و ما بعدها... أعني أحوالها الثقافية و ربّما الفكرية و الاجتماعية. أمّا ما هو أدب خالص، فله غير هذا الأفق "الصحافي" إذ ستصدره دار آفاق في عمل اخترت له هذا العنوان "موسوعة الشعر التونسي"، و هو الجزء الثاني من كتابي "أبناء قوس قزح" الصّادر باليمن عام 2004.