

إن المجتمع الذي يتطور وفق نهج ديمقراطي.يبتعد تدريجيا عن السقوط في الرأسمالية المتوحشة أو الاستبداد الرث على حد سواء.و إذ يقترب تدريجيا من المساواة و العدالة بإعادة توزيع الثروات و السلطة .فإنه يسير بلا تردد نحو التخلي النهائي عن الاستبداد ليصبح قادرا بنفسه على إنتاج رفاهيته و دافعا كبيرا عن كرامته... و تلك هي المعادلة الصعبة و التي هي فعلا صعبة و لكنها ليست مستحيلة
إن الرؤية المستقبلية لأية دولة هي خارطة طريقها نحو التقدم على طريق ملئ بالتحديات العالمية و الإقليمية و المحلية المتمثلة في التنمية المتوازنة و التغير المناخي و البنية التحتية و المياه النظيفة و الطاقة المتجددة و الديمقراطية و سيادة الدولة و حماية الثروات و المعرفة و ردم الفجوة الرقمية و محاربة الفقر و القدرة على اتخاذ القرار و النشاط الدبلوماسي و محاربة الفساد و الجريمة المنظمة و الإرهاب و التهريب.
و على نحو اخر يمكننا القول إذا أردنا أن يكون المستقبل إلى جانبنا علينا التخطيط و الاستشراف بهدف المشاركة في صنعه مع الاخرين حتى نجد أجوبة و أساليب و اليات للتنمية السياسية و الاجتماعية و الفكرية و تعميم ثقافة التعاون و التشارك و الاعتراف بالاخر.
إن بناء مستقبل بلد ما إلا بناء زاوية في مستقبل العالم...فلو اهتز بلد كبير أو صغير هنا أو هناك أو دخل في متاهة ما (مجاعات.حروب.كوارث بيئية) . فإن الأرض قاطبة ستتضرر..لذا فإن المستقبل الذي سنصنعه هو جزء من مستقبل العالم. و تونس كانت دائما نقطة بعث و تجديد لدى العالم.. إنه أرض الفينيق بامتياز ترميزا و تأصيلا....
لقد اقتضى حكم التاريخ ان تكون في تونس اليوم الأمازيغية البربرية والمتوسطية والإفريقية المستودع الثانوي لهويتنا والعالم الإسلامي مستودعها الرئيسي والأمة العربية مستودعها الحاسم , وإن كان من ...