في صيف عام 1985، أحس الروائي الأمريكي الشهير «وليام ستايرون» بالشلل، من جراء مشاعر السخط، والاستياء، واللامبالاة، واليأس، وفقدان القدرة على الكلام والمشي، التي تملَّكته حينما سقط في قبضة اكتئاب متقدم، ابتلع حياته وتركه على حافة الانتحار.
في هذه المذكرات المبهرة، يصف الروائي الكبير هبوطه المدمِّر في الكآبة، فيأخذنا في رحلة غير مسبوقة إلى عالم الجنون، مليئة بتأملات كاشفة لمرضٍ يصيب الملايين، لكن ما زال يُساء فهمه على نطاق واسع. هذا النص المؤثر والشجاع، الذي ترجمه بتمكُّن أنور الشامي، هو صورة حميمة لعذاب «ستايرون» في محنته وفي سبيله إلى التعافي.