عند هيثم الورداني نوع من الشفافية الروحية تتنقل بسلاسة ما بين العالمين الاجتماعي والنفسي، مرتدية ثوبًا علميًّا مجردًا، فيتتبع ويتقصى ظواهرَ غير مرئية لتفسير الواقع، ليصل بها إلى أقصى تسامٍ فكري لها.«كتاب النوم» هو بحث أدبي ممتع وعميق في الوقت نفسه، يقارب النوم من خلال ثلاثة محاور عريضة، هي: الهوية، والسياسة، واللغة، ساعيًا للاقتراب بحذر من النوم من دون إيقاظه، متلمسًا في
ذلك الأمل الذي يتشكل في قلب الظلام ويجعلنا قادرين على بدء يوم جديد، وطامحًا إلى رسم صورة تفي بتعقيدات النوم بعيدًا عن اختزاله في الأحلام، أو الاكتفاء بوصمه بالسلبية أو الزيادة عن الحاجة.