أوصيكم بالحب فهو أهم بكثير من المعابد والمساجد والكنائس والهياكل.
وأوصيكم باليقظة وكشف حيل الزمن والنفس، فقد يكون المستقبل صادماً وربما
تكتشفون مع الجميل أشياء أكثر سوءاً. فالكثير مما قيل ما هو إلا خدعاً ملونة
براقة جميلة. احذروا من يحدّثكم عن الضوء ويعدكم بالجنان، بل تحسسوا
أرواحكم وتأمّلوا الكون من حولكم وانشروا الحب داخلكم وخارجكم وأوقدوا
قناديلكم الداخلية على الدوام واستمروا في خوض مغامرة الحياة. أحلام ووعود
تقدّمها لنا الحياة، وتمرّ بنا السنين، دون أن نحقق منها شيئا ونكتشف متأخرين أن
الحياة لم تعدنا بذلك، فلا وعود ولا ثبات في الحياة ولا في الأقدار. كم يؤلمني أن
الناس ظلوا على ما هم عليه. ولعل ما يخفف عني هو هذا الكتاب الذي كتبته على
فترات منقطعة من حياتي، والذي أوصي من يعثر عليه بعدي بنشره إن وافتني
المنية ولم أقدمه للنشر. فالرجاء لكلّ من سيقرأ كتابي أن يقرأه كما تقرأ أمواج
البحر وحفيف أوراق الشّجر أو تحليق الغمام الماطر أو قطرات المطر