عمل الشيخ عبد العزيز الثعالبي على إحياء كل القوى الكامنة في المجتمع و عناصر و عيها بذاتها من اجل تأكيد الذات الوطنية و تحريرها و جعلها صانعة للتاريخ الخاص لها,و مصلحة لشأنها.و الاستعمار كفعل مؤسس لهزيمة تاريخية زعزع لدى الثعالبي بنية التفكير لتقوده نحو رغبة في مراجعة شاملة لحال البلاد سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و حضاريا و اجتماعيا.و ثمة تولدت لديه نزعة أخرى تضع العناية بالتاريخ عامة موضع الهاجس الذهني المركزي في مستوى نشاطه الفكري و العلمي,و يقارب من خلاله مقتضيات العمل من أجل التحرر الوطني في أفق إصلاحي يراجع نقديا التراث الثقافي و الحضاري و يدعو إلى التمدن التقدمي