في هذه الرحلة المتخيلة نصيب وافر من رؤى الكاتب وتصوره للأحداث وإعادة تشكيل للشخصيات الأساسية. كلن المنطلق الأساسي تاريخي أصيل. والحدث الفادح واقع عاشه أناس حقيقيون وذاقوا حلوه ومرّه. ففي سنة 1599 فرّ الفقيه والمترجم الأندلسي أحمد بن قاسم الحجري (كنيته الشهاب واشتهر باسم أفوقاي) من مدينته غرناطة هاربا من متابعات ديران التفتيش، ولجأ بعد أن غامر بحياته في البحر والصحراء إلى سلطان مراكش أحمد المنصور الذهبي فوظفه مترجما بديوانه، واستمر يقوم بالمهمة نفسها مع ابنه زيدان الذي أرسله في سفارة فرنسا لمقاضاة بعض القراصنة الإفرنج.