تجمع "عين الحمام" عديد المتناقضات: الحداثيّ والمحافظ، الفساد والرشاد، النار والماء، الهدوء السكون والاضطراب، إلخ. صفات يجمعها البحر، لذلك يمكن أن نصف رواية ماهر عبدالرحمن بالعالمة إذ تسرد لنا تفاصيل الحياة مع البحر وطرق الصيد ومعجمها بدقّة شديدة، كما تقدّم لنا مدّا وجزرا بين الشخصيّات عبر استعمال الحوار الذي طغى على السرد بلغة براغماتيّة تكشف خلفيّة كاتبها الصحافيّة وكشف خلفيّة الشخصيّات المتعدّدة. يتوافق كلّ ذلك مع الروايات التي اتّخذت من البحر موضوعا لها مثل "البحر المحيط" للإيطاليّ أليساندو باريكو أو "البحّار الذي لفظه البحر" لليابانيّ يوكيو ميشيما، حتّى أنّ رائد كتابة الحبر في العالم العربي حنّا مينا يقول "إن البحر كان دائما مصدر إلهامي حتى إن معظم أعمالي مبلّلة بمياه موجه الصاخب"