رغم عنوان الرواية التّقريري، إلاّ أنّنا لن نشهد أي مؤتمر أدبي، تبدأ الرواية بصوت كاتب يزور فنزويلا ويسكن جنب أكبر لغز في القارة: «خط ماكوتو»، حبل مربوط على شكل مثلث جنب البحر، يخفي كنز قراصنة قديم، ينجح الكاتب في فكّ اللغز ويأخذ الكنز ليصير غنّياً، بعد أن عاش سنة صعبة بسبب أزمة إقتصادية أثّرت على سوق النشر. لن أكشف عن الرواية أكثر من هذا، رغم أن آيرا نفسه يقول بأنّه لا يأبه بالعُقد والنّهايات، وهو مستعد أن يفضح كلّ نهايات رواياته، ببساطة لأنّها لا تملك بدايات ولا نهاية، ولا تسلسل زمني. مع كل فصل نكتشف شيئاً جديداً، الكاتب يكشف عن هويته الحقيقية، عالمٌ مجنون يريد السّيطرة على العالم، ويريد استنساخ جيش كامل من البشر العباقرة، ومثاله هنا هو زميله في المؤتمر الأدبي والكاتب الشهير: كارلوس فوينتس..
تنتقل لغة السّرد من طبقة إلى أخرى، يحدّثنا العالم المجنون تارة بلغة ذهنية متفلسفة متأمّلاً في معاني الكمال وأصالة الأفكار وشباب الأجسام والحبّ، وتارة نشهد على مونولوغات طويلة حمقاء نجح المترجم في نقل نكتها المتخفّية. ليس هنالك خطّ ثابت لدى آيرا في الحَكي، وليس هنالك حبكة. كتابه يُقرأ جملة بجملة، جملة تضيف للجملة التي بعدها، أو جملة تناقض الجملة التي تسبقها، يبني ويهدم في نفس الوقت كطفل يلعبُ بمكعبّات اللّيغو، قد يكون صعباً على قرّاء الرواية العادية (ليس بالضّرورة الاستهلاكية، بل حتى الأعمال الطويلة، جيدة الحَبك).