أنا سيرة جيلي المعطوب. هل كان لابد من تلك الرحلة الدامية لينتهي المرء إلى حقائق بسيطة كانت من البداية أمام ناظريه. ربما كانت مسيرة جيلي محكومة بعوائق البداية. و ربما كان ذلك قدره. ولكن لطالما أمضني إن أرى أجيالا لاحقة تنسج على المنوال نفسه و تكرّر التاريخ. أهو إحساس متأخّر بالذّنب ؟ و يأتيك صوت منك:"جيلك ليس بريئا و أنت أيضا لست بريئا. أما سميت ابنك البكر "فرات" و أورثته "سيرة الهباء"؟ أما نّذرته بذلك قربانا للنهر و حمّلته و هو في المهد أوزار التاريخ؟ و ها أنت تريد ان تتدارك ما اقترفت يداك، و ها أنت لا تني تعظ و ترشد كي لا يذكّرك بشبابك. ولكن هيهات..."