أيّ خيارات للحكم في دول إفريقيا "ما بعد الاستعمار" الفتيّة، حيث السبل غير مُعبّدة بعدُ والأولويّات عديدة يُزاحم بعضها بعضًا؟ هل الخيار الأمثل في البراغماتيّة المُتّهمة -لا محالة- بأنّها منفذ للاستعمار الجديد؟ أم في الهروب إلى الأمام وإن تزيّا على وجه السرعة بزيّ "التقدميّ"؟
أسئلة قديمة قِدم الاستقلال الذي مضى عليه في معظم تلك الدول أكثر من نصف قرن ولكنّها راهنة راهنيّة هذا الكتاب الذي يطرحها جنبًا إلى جنب مع جُملة من المواضيع والقضايا الأخرى. بدءًا بالأمم المُتحدة وبحثها الدؤوب منذ إنشائها سنة 1945 عن حوكمة داخليّة أمثل (تبدو مشروطة بإصلاح مجلس الأمن)، وصولاً إلى الأزمات الداخليّة للبلدان الإفريقيّة وما تقتضيه مُعالجتها من وساطة خارجيّة إيجابيّة ومرونة دبلوماسيّة قوامها مُراكمة الخبرات، مرورًا بالمسائل المعروفة والمتواترة كالفساد والعدالة الدوليّة والمساعدات الإنسانيّة والإرهاب.... وكلّ ذلك في نسيج سرديّ سلسٍ خيطه الناظم موريّ أصيل مُشبع بالحَسَنِ من تقاليد مُجتمعه وقِيمه وما كان من مُجريات حياته الدراسيّة والمهنيّة على وجه الخصوص التي نقّلته بين عدد من المناصب المرموقة ووضعته في مواجهة صعوبات ومآزق عديدة تطلّب تذليلها الكثير من البذل ومن حسّ المسؤوليّة وهما أوْكد قيمتين يسعى لترسيخهما هذا الكتاب