إنه النّسيان. أنسى لأبدأ مرّة أخرى.
وهو ما سيستمرّ إلى ما لا نهاية.
أنا الكرة العائمة تغوص، تتقشّر. تغوص في العمق. أنا النطفة أستقرّ بثبات في رحم متموّج. ولم أكن أعلم أبدًا إن كنت مخلوقًا عاديًّا داخل رحم عاديّ أو لا. غير أنّ حياتي داخل مجرّتي العائمة، هي حياة مثيرة بلا أدنى شكّ.
كنت قبل أن أندسّ هنا كزهرة اللوز أوّل التفتّح أطفو هانئة قريرة العين. فجأة، وعلى أسواري المنيعة، رأيت حشدًا من أجسام أفعوانيّة تتدافع. ولم أفهم لأيّ شيء كان اندفاعها ذاك. بدا لي كأنّها تريدني. تريدني أنا بالذّات. شعرت بالرهبة، ثمّ بالفخر، ثم بالشّوق فاللهفة. لا أعرف كم لبث ذلك الصّراع، لكنّي قدّرت أنّه دام طويلًا. ها هو أخيرًا بطلي ينفذ ويندسّ فيّ حارًّا، شهيًّا، مؤلمًا.