- جديد
بعثرتني واقعة الأستاذة ريم وجعلتني أدرك أنّه مثلي مثل أي أنثى، طفلة كانت، مراهقة، شابة، كهلة، عجوزا جميلة كانت أم قبيحة فإنّها ليست في منأى عن أنياب الذئاب التي تعشق نهش الأنوثة
غير أن ما زاد في زلزلة المشاعر الجديدة المرتعبة، لم تكن الواقعة في حدّ ذاتها، بل موقف الأستاذة التي تعرّضت للاغتصاب
منذ ذلك اليوم، أصبحتُ شيئًا آخر، أعمق. حملتُ الحكاية في داخلي كما تُحمل ندبة في الروح. ونَمتْ في نفسي فكرة لم تُحَ أبدا: أن جسد المرأة لا يحميه أحد، لكن كرامتها إن اختارت أن تحميها فستفعل حتى من الجحيم نفسه
لأتأكد بعد سنوات من التجربة والحياة أن القصاص ليس العين بالعين بل الثبات والصمود مهما كانت درجة الألم والإصداح بالحقيقة مهما كانت جارحة حتى لا يسقط الجميع في نفس البئر. عندئذ لم تعد الكتابة عندي فعلا جماليًّا، ممتعا فقط، بل فعل مقاومة وفعل نجاة
آمال مختار كاتبة وروائية وصحفية،من خرّيجي كلية العلوم بتونس (دفعة 1987).أنتجت عدة روايات وأعمال قصصية، وساهمت في عدّة كتب أدبية ونقدية، وأجرت حوارات مهمة، سواء في الصحافة المكتوبة أو في الإذاعات والتلفزيونات التي اشتغلت بها لأكثر من 20 عاما.ونالت أعمالها اهتماما نقديا بارزا منذ حصولها على جائزة القصة القصيرة في مهرجان الأدباء الشبان لعام 1986، وتواصل الاهتمام بها بفضل تنامي مسيرتها مع الجوائز عقب حصولها على الجائزة الأولى للقصة القصيرة لمسابقة الطاهر الحداد لعام 1988، ثم جائزة الإبداع الأدبي لوزارة الثقافة التونسية لسنة 1994 عن رواية “نخب الحياة”. كما حصلت على جائزة لجنة التحكيم لمسابقة الرواية التونسية “الكومار الذهبي” عن رواية “المايسترو” لعام 2006، وأثارت روايتها “الكرسي الهزاز” ضجة كبيرة لأنها سلطت الضوء على العنف ضد المرأة..
تتشكل محاور الكتاب من ستّة فصول متفرّعة في داخلها تفريعا علميّا دقيقا يبني به كاتبه فكرته ويدعّم به استدلالاته كما جاء في تقديم الدكتور الكرّاي القسنطيني رئيس وحدة البحث ” المجتمع والمجتمع ...
هذه الرواية لافتة وجاذبة للانتباه انطلاقا من العنوان (انوات) الذي يزخر بالإيحاءات والذي يحي على كثير من التأويلات.. كذلك هي لافتة من خلال تأليفها من قبل شخصين هما آمال مختار ومحمد القاضي