روايتي هذه "جبل علّيين" هي امتداد لرواية "غار الجنّ" التي لقيت صدى طيّبا لدى القرّاء رغم حداثة هذا النوع من الأدب في بلادنا. و قد لامني أحد النقاد قائلا :" و ما لنا و الخيال العلمي؟ نحن لا ننتج علما و لا نتحكم في التكنولوجيا، فما بالنا نستشرف مستقبل البشرية في الوقت الذي لا نتحكم فيه في أدوات بناء التاريخ؟" لكن رغم وجاهة رأي هذا الناقد، فإني من خلال إيماني الراسخ بأن الجنس البشري واحد و أن الحضارات البشرية في تلاقح مستمر، فإن مستقبل البشرية يجب أن يكون واحدا، و على كل القوى التي تؤمن بوحدة الإنسان أن تناضل من أجل أن يتساوى كل البشر في الرقي و المعرفة و الإسهام في بلورة المستقبل المشترك. و من هذا المنطق أيضا، آمنت أنّ أدب الخيال العلمي ليس مجرد شطحات خيال لا قيمة لها و لا تأثير لها على الحياة الاجتماعية. بل بالعكس فهي تمثل مثلها مثل كل إنتاج الخيال أحلام الإنسان. و علماء النفس يعرفون أن الإنسان الذي لا يحلم مريض فقد توازنه العقلي و الجسديّ.