تدور أحداث الرواية حول جيل الحلم الأمريكي، ذلك الجيل الذي تلقى خيبة قاسية في فترة الستينيات من القرن الماضي، حيث ثبت لهم زيف كل الدعاية الرسمية من قبل النظام، استطاع المؤلف ببراعة وجدارة أن يرسم لنا مصائر الأمريكيين في رحلة السقوط المدوي للشعارات الكبرى البراقة.

شخصيات هذه الرواية هم: جندي شارك في بعض الحروب ولم يقدر أن يتجاوزها بعد الانتهاء، وظلت تطارده الكوابيس، وزوجان سلكا طريقًا وعرًا وهو طريق الحياة السرية من خلف الأسوار وبعيدا عن النظام، ورجل دين مسيحي يرى أن لديه قدرة على إحياء الموتى ويرافقه رجل موسيقي مقعد.. كل هذه الشخصيات استطاع المؤلف أن يطوعها في السرد الفلسفي السياسي الذي يقدمه، ليدخل بنا في المناطق العميقة من النفس الإنسانية ويناقش معنا نصيب كل واحد منهم من الخير والشر، ويسلط الضوء على الشعارات البراقة وما أحدثته في النفوس، ثم الانكسار المدوي وما أحدثه أيضًا.

إنها لعبة من المصائر المتشابكة، ومتاهة سردية محكمة، وحبكة درامية مشوقة، كلها مصاغة بلغة أدبية ملهمة. في هذه الرواية سنشاهد المؤلف وهو يعمل مشرطه في جسد المجتمع الأمريكي ليرصد لنا الكثير من ملامح الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.