تأخذك (جنازة سماوية) إلى مناخات وفضاءات غريبة ونائية ولا عهد للقارئ العربي بها، إذا تدور أغلب أحداثها في بلاد التيبت، أو سقف العالم حيث تختلط الأرض بالسماء والسماء بالأرض وحيث يتماهي الإنسان مع الطبيعة جسداً وروحاً. في هذا الفضاء المتلفّع بالأسرار الغامضة والأساطير تبدأ "شو وين"، الطبيبة الشابة رحلتها بحثاً عن زوجها الذي فُقد خلال حرب الصين على التيبت، رحلة واجهت "وين" خلالها ما لا يخطر على بال من مصاعب ومآسٍ لا تقل قسوة عن قسوة الطبيعة في تلك الربوع النائية والمعزولة عن العالم. وأثناء بحثها المضني تتعرف أكثر على الشعب التيبتي فتتطبع بطباع أهله وتتبنى عاداتهم وتقاليدهم، وهكذا تتحول رحلة البحث عن الزوج المفقود إلى رحلة داخل الذات، لتنتصر في النهاية قيم المحبة والأخوة على قيم الحرب والكراهية ولتنتصر هي أيضاً. ألم يقل لها أحد الضباط، وهي تعد لمغامرتها: "إن بقاءها على قيد الحياة سيكون انتصاراً في حد ذاته