يتعرّض هذا الكتاب لدراسة الشيخ باعتباره شخصيَة محلَيَة، تمثّل إحدى المؤسَسات الأهليَة التي وظّفها الاستعمار لخدمة مصالحه باستعماله كحلقة تربط بين الادارة الاستعمارية والسكّان المحلّيين. وتمثّل منطقة الساحل في هذا الصّدد نموذجا لا يختلف كثيرا عمّا كان عليه الأمر في أغلب مناطق البلاد.
ويعتمد هذا الكتاب منهجا بحثيا جديدا يتمثّل في البروزوبوغرافيا. التي تهدف أساسا إلى البحث في التَركيبة الاجتماعيَة لمجموعة من الأشخاص عن طريق تجميع معطيات منظَمة تكون على شكل سجلاَت فرديَة خاصَة بكلَ عضو، فيقع الاهتمام بالجذور الخارجيَة الاداريَة والقانونيَة والعدليَة. وتبيّن هذه المعطيات أهمَيَة البروزوبوغرافيا في التَاريخ الاجتماعي الذي يعتني بالظَروف الاجتماعيَة التي ينتمي إليها الأشخاص، وفهم تركيبة مسيراتهم.
وحاولنا بالاعتماد على هذه المقاربة مزيد التَعمَق في فهم ظاهرة التَنفَذ الاجتماعي بمجال السَاحل التَونسيَ وموقع مؤسَسة المشيخة في نظيمة المجتمع وعلاقتها بالتَغيَرات الحاصلة في الفترة الاستعمارية.